يقول الحق تبارك وتعالى واصفاً القرآن الكريم :﴿كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون﴾ (فصلت : 3) ويقول: ﴿إنا أنزلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون﴾ (يوسف : 2)، جاء في سورة الشعراء وصف اللسان بأنه عربي مبين في قوله تعالى: ﴿نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين﴾ (الشعراء : 193 - 195).
الحمد لله رب العالمين الذي جعل لغة خاتم رسالاته اللغة العربية، واختار لها نبيا عربيا، وأوحى إليه بلسان عربي مبين، فرفعت الرسالة الخاتمة من شأن اللغة العربية، وأكسبتها قوة على قوتها، وجعلت لها مكانتها بين اللغات الأخرى، وخلدتها خلود الإسلام، فكان لزاما على كل من يدين بالإسلام أن يتعلمها سواء أكان ناطقا بها أو بغيرها، لأنها لغة دينه: لغة القرآن ، ولغة السنة النبوية، ولغة الصلاة، ولغة الحج، ولغة الدعاء.
تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الإفريقية والآسيوية. وتضم مجموعة اللغات السامية لغات حضارة الهلال الخصيب القديمة، مثل الأكادية والكنعانية والآرامية واللغة الصيهدية (جنوب الجزيرة العربية) واللغات العربية الشمالية القديمة، وبعض لغات القرن الإفريقي كالأمهرية. ويضع اللغويونَ اللغة العربية في المجموعة السامية الوسطى من اللغات السامية الغربية.